کد مطلب:167534 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:280

خروج الحسین من المدینة
كَتب یزید كتاباً إلی الولید بن عتبة بن أبی سفیان (وإلی المدینة) یُخبره بموت معاویة، ویأمره بأخذ البیعة من هل المدینة عامّة و من الحسین بن علی خاصّة.

فأرسل الولید إلی الإمام الحسین وقرأ علیه كتاب یزید، فقال الحسین: أیها الولید: إنّك تعلم انا أهلُ بیتٍ بنا فَتَح الله وبنا یَختم، ومِثْلی لا یبایع لیزید شارب الخمور وراكب الفجور وقاتل النفس المحترمة.

و خرج الإمام الحسین من المدینة خائفاً یترقّب وقصد نحو مكّة؛ فجعل أهل العراق یكاتبونه ویراسلونه ویطلبون منه التوجّه إلی بلادهم لیبایعوه بالخلافة، لأنه أولی من غیره، فإنه ابن رسول الله وسبطه، والمنصوص علیه بالإمامة من جدّه رسول الله (صلّی الله علیه وآله) لقوله: (الحسن والحسین إمامان قاما أو قعدا).

أی سواء قاما بأعباء الخلافة أو غُصبتْ عنهما.

إلی أن اجتمع عند الحسین إثنا عشر ألف كتاب من أهل العراق وكلّها مضمون واحد، كتبوا إلیه: قد أینعتِ الثمار واخضرّ الجناب، وإنما تقدم علی جندٍ لك مجنّدة، إن لك فی الكوفة مائة ألف سیف، إذا لم تقدم إلینا فإنا نخاصمك غداً بین یدی الله.

فأرسل الحسین ابن عمّه مسلم بن عقیل إلی الكوفة، فلمّا دخل مسلم الكوفة اجتمع الناس حوله وبایعوه لأنه سفیر الحسین وممثّله فبایعه ثمانیة عشر ألفاً أو أربعة وعشرون ألفاً.

وكتب مسلم إلی الحسین یخبره ببیعة الناس ویطلب منه التعجیل بالقدوم، فلما علم یزید ذلك أرسل عبید الله بن زیاد إلی الكوفة، فدخل ابن زیاد الكوفة وأرسل إلی رؤساء العشائر والقبائل یُهدّدهم بجیش الشام ویطمعهم.

فجعلوا یتفرّقون عن مسلم شیئاً فشیئاً، إلی أن بقی مسلم وحیداً، فأضافته امرأة فطوّقوا الدار التی كان فیها، وخرج مسلم، واشتعلت نار الحرب، وقتل مسلم منهم مقتلة عظیمة، وألقی علیه القبض یوم عرفة وضربوا عنقه، وجعلوا یسحبونه فی الأسواق والحبل فی رجلیه.